• ×

07:37 مساءً , الثلاثاء 23 أبريل 2024

عبدالكريم الجهيمان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
محمد عبد الله السيف.


image

في دارته الواقعة في \"روابي الرياض\" انتظم عدد من المثقفين والصحافيين، من أجيال مختلفة ومتفاوتة، وتحلّقوا حول الأديب الرائد الشيخ عبد الكريم الجهيمان، الذي احتفل منتصف الأسبوع الفائت بتدشين موقعه الإلكتروني على شبكة الإنترنت (http://www.aljuhaiman.com) لتسبح أمثالنا الشعبية وأساطير الجزيرة العربية في فضاء لاحدود له، وليطلّع القارئ، حيثما كان، على سيرة وفكر وأعمال هذا الشيخ الأبلج، الذي كلما تقدم به العُمر ازداد إبداعاً وعطاءً.

يأتي تدشين موقع الجهيمان متزامناً مع بلوغه 100 عام! ليطوى بذلك وعلى كتفيه قرن من العطاء والإبداع، وليقف الآن على عتبات قرنٍ جديد، وهو يزداد تألقاً ونشاطاً وروحاً شابةً لا تعرف الملل ولا الكلل، رغم ما اعتراها وما أحاط بها من آمالٍ لم تتحقق وآلامٍ أتعبت قلبه المرهف، طواها بحزم وعزم وذكاءٍ فطري فريد.

ما قصة أبي سهيل في هذه الحياة وما سيرته؟ كيف بدأ أول ملامحها في قرائن الوشم؟ وما مسار الرحلة الطويلة التي ابتدأت عام 1348هـ، في هجانة الحرم المكي الشريف ولم تنتهِ وهو يضع إصبعه ومعه وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز السبيّل، ضاغطاً على مفتاح البدء في رحلة أخرى مغايرة تماماً لقرنٍ عاشه وانشغل به وعليه!
إن سيرة الجهيمان لم تُكتب بعد! وهي سيرة مثيرة، شاهدة على تاريخ الوطن ومعاصرة لظروف الملحمة الوطنية الفذة التي صنعها الملك المؤسس، طيب الله ثراه.

فالجهيمان \"شاهد\" على الفرقة والشتات والتناحر الذي ظلّل البلاد، قبل وحدة الملك عبدالعزيز، و\"شاهد\" على الأمن والاستقرار والبناء، الذي عاشته وتعيشه البلاد بعد وحدة الملك العظيم. وما بين الأمس واليوم بذل الجهيمان جهوداً وطنية مخلصة، أولها في مجال التعليم في مكة المكرمة، وقد تخرجت على يديه أجيال يفخر بها وتفخر به، يقف على رأس تلامذته الأمير الراحل عبد الله الفيصل، رحمه الله. ومن أقصى غرب الوطن إلى شرقه ليؤسس صحيفة \"أخبار الظهران\" ويرأس تحريرها ويطرح فيها مقالاته الاجتماعية والثقافية ذات الملامح الوطنية الصادقة والمخلصة. وتسجّل للجهيمان دعواته المبكرة إلى ضرورة الأخذ بكل جديد ومفيد واللحاق بركب الحضارة المدنية. كما أنه من أوائل من طالبوا بتعليم الفتاة، وكانت مطالبته تلك هي السبب وراء إغلاق باب جريدته إلى الأبد! ويشاء الله أن يمن عليه بأن أطال في عمره إلى اليوم الذي رأى فيه الفتاة السعودية وقد أخذت من العلم بحظٍ وافر، وانخرطت في مجالات التربية والتعليم والطب والتمريض والعمل التطوعي الخيري وبرزت في مجالات علمية وأخرى اجتماعية. وقد ذكر لي الجهيمان أكثر من مرة أنه يكون في بالغ سعادته وسروره حينما يستمع إلى إذاعة الرياض وترِد أسماء فتيات سعوديات حصلن على الدكتوراة، خاصة من فتيات البادية، اللواتي كنا بالأمس يجبن الصحراء خلف الأغنام، واليوم يقفن خلف المجهر في المختبر.

المجالات التي طرقها الجهيمان، ريادةً، مجالات كثيرة، غير أن أهمها عمله الوثائقي \"الأساطير الشعبية في قلب الجزيرة العربية\" وموسوعته المعنونة بـ\"الأمثال الشعبية في الجزيرة العربية\" التي ضمت عشرة آلاف مثل شعبي. وقد جاءت هذه الأعمال لتكون تحديداً علمياً صارماً لمسار الثقافة الشعبية السعودية، مارسها الجهيمان من خلال البحث والتنقيب والعمل الميداني، ولطالما تساءل الكثيرون عن مصير ثقافتنا الشعبية (أساطيرها وأمثالها) لو لم يقيّض الله لها هذا الشيخ الجهبذ وأمثاله الذين وعوها واستوعبوها فحفظوها؟!

إن تدشين الجهيمان موقعه الإلكتروني يحمل رسالة منه إلى أحفاده من جيل الإنترنت، مفادها أنني معكم بعطاءاتي وإنجازاتي، وأنكم لن تنفردوا وحدكم في هذا العالم التقني، وقد كنتُ من أوائل من طالب بضرورة الأخذ بزمام التقنية والتطور العلمي، فهل سيُرحب جيل الإنترنت بهذا الشيخ الجليل في عالمهم المتلاطم بأمواج الفكر؟! ويقبلون على موقعه فيقرأون شيئاً من عطائه وإبداعه؟


صحيفة الاقتصادية الالكترونية *السبت, 29 ربيع أول 1429 هـ الموافق 05/04/2008 م - - العدد 5290

http://www.aleqt.com/article.php?do=...ate=2008-04-05

بواسطة : admin
 0  0  2.8K
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 07:37 مساءً الثلاثاء 23 أبريل 2024.