• ×

02:28 مساءً , الخميس 28 مارس 2024

الرائد.. الجهيمان!؟

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
عبد الله الجفري.
الكثير من الرصفاء والزملاء والأصدقاء في مجتمع الكلمة داخل بلادي تبدَّى سخاؤهم، وسال مداداً على أنهار الصحافة المحلية في المملكة العربية السعودية، وهم يدبِّجون مقالاتهم عن (قيمة) الأستاذ الأديب/ عبدالكريم الجهيمان، على امتداد مشواره الذي شهدته دروب ومنعرجات الوعي والثقافة والأدب في الجزيرة العربية... وجاءت كل هذه الكتابات مواكبة لتكريم هذا (العَلَم) من قبل مهرجان «الجنادرية» الذي توَّج الجهيمان الشخصية الثقافية لعام 1421هـ/ 2001م، ثم تكريمه الجديد من قبل جامعة الملك سعود/ قسم اللغة العربية.
* وها أنذا بعد أن تفرَّق الحفل أصعد إلى بهاء وقيمة هذا الرجل الذي أثرى بحوث الأساطير والأمثال الشعبية بكتب أضافت إلى المكتبة العربية تراثاً موسوعياً متخصصاً في (ثقافة الشعب) كما سمَّاها كاتب مُـحِب لهذا الأديب الرائد.. وقال الجهيمان في حفلات تكريمه: «إن الأساطير ثروة لو تُركت ولم تجمع لأكلها الضياع».
وتراث/ «عبدالكريم الجهيمان» الشخصي والفكري والإبداعي، ينقسم إلى ملمحين أو (جهادين)، إذا ما اعتبرنا الكتابة أو الاشتغال بالكلمة -توجيهاً، وإبداعاً- جهاداً... ومن خلال الكلمة كرَّس «الجهيمان» أكثر وقته وبحثه ومطالعاته ليطلع قارئه على ما نجح في توثيقه وتجميعه عن (الأساطير الشعبية في قلب الجزيرة العربية)، وهو من كتبه الهامة، وترجم إلى اللغة الروسية!
ولم يخرج أديبنا عن هذه الدائرة التي تعمَّق فيها وزادها تمحيصاً وشمولاً وتوثيقاً.. فأصدر كتابه الشهير (الأمثال الشعبية في الجزيرة العربية)، واعتبر هذا الكتاب مرجعاً أساسياً لكل باحث ينهل المزيد من المعرفة عن أبعاد وحكايات الأمثال الشعبية، ليضاف إلى كتابه عن الأساطير الشعبية في أجزائه العشرة.. وينضم هذان الكتابان/ المرجع إلى كتبه التي سبقت بهذه العناوين: أين الطريق، دخان ولهب، رأي فرد من الشعب... ولتتبلور تجربة الجهيمان المتوحدة مع انتمائه الأعمق ووطنيته الرائدة.
* * *
* لكن الجهيمان/ الباحث والأديب يعتزُّ كثيراً بأعماله الشعبية التي تفرَّد بها، حتى بلغ ما جمعه من الأمثال الشعبية عشرة آلاف مثل شعبي... وبذلك يشكل مشوار بحثه ودراساته النصف الآخر من نضجه الفكري، متَّسقاً ذلك كله مع نبرته الوطنية منذ اشتعلت في رأسه الأفكار، واشرأب إلى حياة تمور بالحوار، والرأي الآخر، وقاعدته فوق مبدأ حرية الرأي من حرية الإنسان، وحرية الإنسان تأكيد على قيمته/ عقلاً، وإبداعاً، ووجداناً.
وللجهيمان/ الرائد أيضاً تجربة في الصحافة -وليس هو بصحافي- وذلك يوم أصدر صحيفة (أخبار الظهران) مع صديق له، لكن الصحيفة لم تعمر طويلاً... ربما لأن العمل الصحافي لم ينسجم أبداً مع روح الأديب والباحث، ولا مع طموحات المثقف الذي يستنهض فكره برؤية عن المستقبل الأكثر انسجاماً بين الوعي والمعرفة، وبين الحرية والكرامة!!
* * *
* آخر الكلام:
* للشاعر والأديب السعودي الكبير/ عبدالكريم الجهيمان:
- ويمضي العمر أشبه ما نراه
بغفوة حالم لما غفاها
وليس يعاد للإنسان دهر
إذا صفحاته يوماً طواها!!
المصدر: عكاظ-الثلاثاء 13/06/1437 هـ 22 مارس 2016 م العدد : 5392

بواسطة : admin
 0  0  851
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:28 مساءً الخميس 28 مارس 2024.