• ×

10:25 صباحًا , الجمعة 19 أبريل 2024

عبدالكريم الجهيمان.. شاعراً

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
محمد عبدالرزاق القشعمي.
منذ سنوات وأنا أسمع من أستاذي ووالدي الشيخ عبدالكريم بن عبدالعزيز بن صالح الجهيمان أن لديه ديوان شعر مخطوطاً باسم «خفقات قلب» لم يكن الوقت لطبعه وإخراجه، فقلت له: إن الناس يعرفونه صحفياً وتربوياً ومؤلفاً لقصص الأطفال، وجامعاً وناشراً وشارحاً لـ «الأمثال الشعبية» ومثلها سواليف الجدات «الأساطير الشعبية» ورحلاتك «دورة مع الشمس» و«ذكريات باريس»

وغيرها أما أن تعرف كشاعر فهذا لا يدركه الجميع!!
في السنوات الخمس الأخيرة وهو على أطراف التسعين من عمره - أمد الله في عمره - أصدر كتابين مهمين الأول «مذكرات وذكريات من يحاتي» والثاني «رسائل لها تاريخ» ففي إحدى اللقاءات معه مؤخراً وبوجود بعض الأصدقاء قلت له: أما زال قلبك خفق؟ فأجاب: أجل فرددت عليه ومتى نرى ونقرأ تلك الخفقات؟ فضحك إذا عرف المقصود وقال: قريباً لا تتعجل علي فقد تقاربت خطاي وضعف نظري وكثر نومي وتعددت برامجي التي أحرص على تنفيذها بكل دقة كالذهاب ضحى كل يوم للسباحة ومثلها مساءً للمشي، وهذه تأخذ من وقتي الكثير.
قلت له هذا لا يعفيك فأنت وعدت بإصدار الديوان منذ سنوات طويلة، وقد سبقك غيرك وأخذ اسم الديوان، فرد قائلاً: ما دام في ذهني اسم الديوان «خفقات قلب» فلن أتركه حتى لو تعددت المسميات الأخرى، ثم إن الخفقات تختلف، فقلبي يخفق بطريقة يختلف بيها عن خفقات قلوبهم.
عدت للعمل وبحثت عمن سبق أبا سهيل أو من سطا على أحد أبنائه إذ إنه منذ أكثر من خمسينعاماً وهو ينوي إصدار الديوان ويؤجله من أجل تهذيبه أو حذف ما لا يصلح له وخلال هذه المدة صدر من الكتب ما يحمل هذا الاسم «خفقات قلب» الكثير أذكر منها:
1 - ديوان شعر «خفقات قلب» لحسين أحمد النجمي - جدة - الدار السعودية 1406هـ - 95 صفحة.
2 - قصة «خفقات قلب» لعبدالحميد جودة السحار - مكتبة مصر - القاهرة - 1401هـ - 173 صفحة.
3 - ديوان شعر «خفقات قلب» عبدالحفيظ صقر - دار النشر - طنطنا - 1407هـ - 143 صفحة.
حتى الآن لم أخبر أبا سهيل بهذا حتى لا أفت في عضده أو يتنازل ويماظل في إصداره رغم أنه يحاول أن يقلل من قيمته إذ إنه قد نظم أو قال هذه القصائد أيام الشباب والفتوة أي منذ خمسين عاماً أو تزيد وأغلبها عندما كان طالباً أو مدرساً بمكة المكرمة قبل سبعين سنة.
وقد ذكر الأستاذ عبدالرحمن العبيد في كتابه «الأدب في الخليج العربي» المطبوع في دمشق قبل 45 عاماً وفي ص49، وضمن ترجمته لعبدالكريم الجهيمان يقول «كاتب كبير» وشاعر مقل، ولد في «القراين» إحدى قرى الوشم بنجد، وتلقى دراسته العلمية في مكة المكرمة، وفي مطلع شبابه جند نفسه جندياً بارعاً في ميدان التعليم، فالتحق بإدارة المعارف وكانت له جهود مشكورة في هذا الحقل.
تتجه ميوله الأدبية للكتابة، وقد برز فيها ككاتب سياسي ولا سيما على صفحات جريدة «أخبار الظهران» التي أنشأها منذ ثلاث سنوات، وهو اليوم مدير لشركة «الخط للطبع والنشر والترجمة بالدمام». له ولع في نظم الشعر ولكنه مقل في هذه الناحية وهو بالإضافة إلى كل هذا محقق نابه، له مؤلفات مطبوعة، ومؤلفات مدرسية أخرى.
أما الأستاذ عبدالله بن إدريس فيقول في كتابه الشهير «شعراء نجد المعاصرون» دراسات ومختارات والمطبوع بمطابع دار الكتاب العربي بمصر عام 1380هـ - 1960م ص169، ط1 وضمن ترجمته لشيخنا الجهيمان: «من الشعراء الذين انتقلوا بالشعر النجدي من العهد الكلاسيكي الميت إلى الطور الرومانتيكي، وكان لا بد - والحالة هذه - أن يحفل شعره بصور مزدوجة ذات سمات مختلفة المعالم، منها ما يشد الشاعر إلى الوراء بوشائج متينة من حيث تغلب العقل فيه على العاطفة فإن الاتجاه الكلاسيكي أو النظرية التعليمية، ومنها ما يند به إلى عالم الخيال المسحور ولكنه ليس خيالاً رومانتيكياً مطلقاً فكثير ما كان يرتطم في جدران الكلاسيكية ذلك الخيال الذي لم ينفلت من ربقة النظرية التعليمية في الشعر بعد، أعني قبل النهضة الأدبية الحديثة في هذه المنطقة والتي لم تتجاوز عشر سنوات فقط.. أمر الملك عبدالعزيز باختيار جملة من الشباب النجديين وألحقوا بالمعهد السعودي بمكة ومن بينهم الشاعر وأخذ شهادة المعهد عام 1351هـ - 1931م.. والأستاذ عبدالكريم إلى جانب إنتاجه الشعري - وهو إنتاج قليل - كاتب اجتماعي له نشاط معروف في هذا المجال تشهد به صحيفتا «اليمامة» و«القصيم» حيث هو أحد أفراد أسرة تحريرهما».
كما نقرأ للدكتور حسن بن فهد الهويمل في كتابه «اتجاهات الشعر المعاصر في نجد» يقول فيه «شاعر آخر يعد من الرواد، هو الشاعر عبدالكريم الجهيمان.. أديب لامع كاتب يتسم بالواقعية الاجتماعية ومؤلف يهتم بالتراث الشعبي واللغة العامية، وما لها من معارف.. أما شعره من حيث الشكل والنسق.. ومن حيث الكلمة وموقعها.. أما من حيث مادته.. وموضوعه فينتمي إلى الأدب الحديث ومعارفه».
والقصائد الواردة في كتاب الزميل ناصر الحميدي «من مذكرات كاتب، لمحات من حياة وأدب عبدالكريم الجهيمان» ط4، بيروت 1420هـ، وتحت عنوان: «خفقات قلب» دراسة في بعض قصائد الجهيمان وأغراض شعره، يورد بعض القصائد، ويذكر في هامش ص122 ما يلي:
«لم أقف على أية قصيدة لأبي سهيل فيما عدا ما قاله بين عامي 1355هـ - 1357هـ أي إنه لم يكتب شعراً من قرابة خمسة وستين عاماً. وهذه القصائد التي أوردها عبدالله بن إدريس في كتابه سالف الذكر «شعراء نجد المعاصرون» والأخرى التي أوردها ناصر الحميدي في كتابه المذكور قالها الجهيمان في فترة شبابه وأثناء تدريسه بالمعهد السعودي بمكة المكرمة، عدا قصيدته «مناجاة نخلة» والتي أوردها ابن إدريس كاملة أما الحميدي فقد اختار منها بعض الأبيات.
وهذه القصيدة لها مناسبة، إذ كان في رحلة إلى أوروبا فشاهد في إيطاليا نخلة فتذكر بلاده فتوقف عندها وأخذ يناجيها ويبثها لواعجه وأشواقه وآهاته، ونختار من تلك القصيدة بعض الأبيات:

رأيتـهـا فـذكـرت الطـلـح *والبـانـا
وكـان بــي شـجـن زادتــه *أشجـانـا
أنسـتُ لــم رأت عيـنـاي طلعتـهـا
وذكـرتــنــي اخــوانـــاً وأوطــانـــاً
فأعجبتنـي بمـا تبـديـه مــن شـمـم
انـي أحـب عزيـز النفـس مــا كـانـا
ومـن يلـن لبـنـي الغـبـراء جانـبـه
سقـوه مـن جرعـات الجـور ألـوانـا
والحازم الرأي من يجـزي مبادئـه
بالشـر شــرا وبالاحـسـان *احسـانـاً
ولـيـس يصـبـر لــلاذلال *يـدهـمـه
الا الــذي بــات عبـدالـذل *حـيـرانـا
يا نخلة قد سمت في الأفق هامتهـا
وارسلت في الهـواء الطلـق عسبانـا
تليـن مـن نسمـات الـريـح قامتـهـا
والخـوص يلـقـي أغـاريـداً وألحـانـا
تـرى العسيـب يدانـي خدنـه مـقـه
كأنـمـا هــو يـبـدي الـشـوق ولهـانـا
لا غـرو انـك عمـر الدهـر عمتـنـا
عـشـنـا وايـــاك احـقـابـاً *وازمـانــا
فاشكي لنا ما لقيت الدهر من عنت
ونحـن نلقـي الـى شـكـواك شكـوانـا

وكأنه يحاكي عبدالرحمن بن معاوية: المعروف بعبدالرحمن الداخل وبصقر قريش، مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، وهو يناجي النخلة بعد وصوله الأندلس بقوله:

يا نخل أأنت فريدة مثلـي
في الأرض، نائبة عن الأهل
تبكي، وهل تبكي مكممـة
عجماء لم تجبـل علـى جبلـي
ولو انها علقت اذن لبكت
مـاء الفـرات ومنبـت النخـل
لكنها حرمـت واخرجنـي
بغضي بني العباس عن أهلي

فمن قصيدته بعنوان «آمال نفس» نذكر منها:

يا نفـس مالـك فـي دنيـاي موليـة
لـذاتـهـا تـخــدع الـــرأي *لـبـلـواه
ان اقبلت شغلت أو ادبرت قتلـت
أو سالمت غـدرت بالمـرء تعاطـه
فهي الغرور لهذا الخلـق أجمعـه
مثل السراب يفـر الشخـص مـرآه
هـذا مصارعـهـا للمغـريـن *بـهـا
مــا عــاد ينـفـعـم مـــال ولاجـــاه
فأيـن عـاد وفـرعـون وذو يــزن
وأيـن قـارون أو مــا كــان يجـبـاه
وأيـن هـارون المأمـون أينهـمـوا
وأيـن برمكهـم يحـيـى *ونـجـلاه؟!
وأين دهـر غـدا الحجـاج بحكمـه
بالجور حتى يفوت الحصـر قتـلاه
أين العصور الخوالي أيـن آهلهـا
تتـابـعـوا وغـــدا كــــل الـمـثــواه
صاروا لما قدموا فالخير مستطر
والـشـر مستـطـر والـكـل يـجـزاه
فمن غدا صالحـاً فالخلـد مسكنـه
ومـن غــدا ظالـمـا فالـنـار مــأواه
لم يفنهم ما بنوا يوماً وما جمعـوا
ولــم يخلصهـمـوا فـخـر بــه *قــاه

ومن قصيدة له بعنوان «سكرة وفكرة» نختار منها الأبيات التالية:

يــا بصـيـراً بنفـسـه *وخـبـيـراً
با لليالي ومـا حـوت مـن عجـاب
خذ من الدهر ما أتاك به الدهر
ولا تــــأس فـالـدنـيـا لـلـخــراب
وإذا مـا صـف الزمـان فحـاذر
بعد صفو الزمان من كأس صاب
واذا استحكمت صروف الليالي
فانفـراج الأمـور عنـد الصـعـاب
هـــذه سـنــة الـحـيـاة قـديـمــاً
وحـديـثــاً بــنــص آي الـكـتــاب
فاستفق مـن غرورهـا وهواهـا
واقتـف الرشـد مـن ذوي الأبـاب


ومن قصيدته «وصف صورة» يقول:

يـا نفـس ان الليـالـي فــي *تقلبـهـا
تبلي الجديد وتحنـي الفاتـك الأشـرا
وسوف تدركني في الدهر غائلتـي
وانطوي برفاتـي فـي الثـرى عمـرا
وسوف يصمد رسمي في بساطاته
على مدى الدهـر مزهـوا ومنتصـرا
يخبـر الخلـف الباقيـن عـن سلـف
اضحوا رفاتـه وكانـوا مثلهـم بشـرا
فالجسم يفنى وروح المـرء خالـدة
تلقـى النعيـم بمـا أسـدتـه أو سـقـرا
وسوف يذكرنا مـن سـوف يخلفنـا
بـمـا عملـنـاه ان خـيـراً وان اشــرا
فازرع جميلا اذا ما كنـت مقتـدرا
فالمرء يحصد فـي أخـراه مـا بـذرا

وأخيراً قصيدته المتشائمة والمتألمة «أنة غريب..!» والتي قدم لها بقوله:

هذه القصيدة قالها الناظم في ظرف
دقيق عصيب ولذلك فهي تنم عن روح
متشائمة تفيض بالسخط الغزير
والتبرم المرير كما انها من ناحية أخرى
تعبر عن أشواق جارفة وعيون ذارفة

ذاب مــن فــرط شـوقـه وجـدانـي
واتـانـي مــن الـهـوى مـــا بـرانــي
وتـصــورت بـلـدتــي وضـحـاهــا
وهـواهــا وطـيــب تـلــك المـغـانـي
وتـجــولــت بـالـخــيــال *مــلــيــا
فـــــي ربــاهـــا بــمـــدع *هــتـــان
ان مرأى القيصوم والشيخ والحوذ
ان أشهـى مــن زخـرفـات المبـانـي
يــا بــلادي الـيـك مـنــي سـلامــا
مــن فــؤادي ومــن دمــي ولسـانـي
ان دهـراً قـد سرنـي فيـك قـد عــا
دفـــأروى الـزنــاد فـــي اركــانــي
هـــو اعـطـانـي الـسـعـادة قـدمــا
ولـقـد عــاد فــي الـــذي *اعـطـانـي
طالـمـا سـرنـي واضـحـك سـنــي
واراه مـــــؤخـــــراً *ابـــكـــانــــي
سمـة الكـون لا سـرور ولا حـزن
يـدومــان بــــل يــــرى *الــضــدان
وارى لـــــذة الــحــيــاة *بـــهـــذا
وبـــهــــذا تـــعــــادل *الـكــفــتــان
يا بلادي عرفـت مـا كنـت انكـرت
زامـنــا مــــن فـضـلــة *الـمـتـدانـي
كـنـت مستهـتـراً بـقــدرك جـهــلا
ثــــم ان الالـــــه بــعـــد *هــدانـــي
وانــا الـيـوم ابــذل الجـهـد *انـــي
لا أجيـب داعـي النـوى لـو دعـانـي
قـد تعلـمـت مــن حيـاتـي دروســاً
هـي أغـلـى مــن الـثـرى والجـمـان
وقـلـبـت الـحـيـاة ظـهــراً لـبـطـن
وعـلــوت الـسـمـاك ثـــم *عــلانــي
وعركـت الـدهـور سلـمـا وحـربـا
ورمـيــت الـزمــان وهـــو رمـانــي
وتـوانـيـت مـــرة ثـــم أسـرعــت
فـكــان الإســـراع مـثــل *الـتـوانـي
كـم حـدا بـي الـى الغـرور شبابـي
وسـمـت بــي مجـنـحـات *الأمـانــي
وتجاريـت فـي الهـوى والتصابـي
فـوجــدت الـهــوى ولـيــد الـهــوان
كــم ضحكـنـا وبـعـده كــم *بكـيـنـا
فـــاذا الـضـحـك والـبـكــا *ســيــان
كلـمـا قــد مـضـى يـكــون لـذيــذا
لوعـة الحـزن مثـل طـيـب التـدانـي
يــا بــلادي الـيـك اشـكـو رفـاقـي
يــا بــلادي الـيـك اشـكــو *زمـانــي
لسـت أدري وليـس غيـري يـدري
بـخـفـايــا الاخـــــوان والـــخـــلان
كم صديق يسومنـي الخسـف مـراً
ضـاحــك الـثـغـر حيـنـمـا يـلـقـانـي
يتمـشـى مــع الزمـانـي صـعــوداً
وهــبــوطــاً كــكــفــة الــمــيـــزان
فـــاذا زانـــت الامـــور *تــدانــي
وإذا شــانــت الأمـــــور جـفــانــي
واذا شـجـنــي الــزمــان بـسـهــم
جـاءنــي مـنــه طـعـنـة بالـسـنـانـي
أو حبـانـي الـزمـان مـنـه بنعـمـي
أظـهـر البـشـر بـالـذي قــد حبـانـي
هـــذه سـنــة الـصـحـاب *فــمــاذا
يــا بـــلادي تـريــن فـيـمـا اعـانــي
يا بـلادي أقسمـت ان الـزم البيـت
وان لا أريــــم مـــــن ذا الـمــكــان
سئمـت نفسـي الطـمـوح *ازدلافــا
لــفـــلان ومـــــن لــقـــاء *فـــــلان
اقتـدي بالآلـي لهـم قصـب السبـق
ومــن فــاز فـــي الـدنــا *بـالـرهـان
سلـوتـي دفـتـري وخـدنـي كـتـاب
فـيــه مـــن كـــل فـكــرة *زوجـــان
لـذة تبعـث السـعـادة فــي النـفـس
وتـســقــي الـــفـــؤاد *بـالـعــرفــان
أتخـطـى مـــن بـحــر فـــن لـفــن
سابحـاً فــي بـحـور تـلـك *المعـانـي
لـذة النفـس تجلـب الـروح للقـلـب
ولــيــســـت كـــلــــذة *الابـــــــدان
يـا بـلادي سئمـت مـن كـل شــيء
غـيـر ذكــراك انـهـا فـــي لـسـانـي
فـفــؤادي الـيــك يـخـفـق شــوقــاً
عـيــونــي الــــــى ربــــــاك *روان
وارى حــبــك الـمـبــرح *يـــــزدا
د الـــى ان غـــدا مــــن *الايــامــن
فاسلمـي وانهضـي وعيشـي بـعـز
فـي مغـانـي الـعـلا ونـعـم المغـانـي
-----------------------
- المصدر: الجزيرة 20/8/1421 – 16/11/2000م

بواسطة : admin
 0  0  4.4K
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 10:25 صباحًا الجمعة 19 أبريل 2024.