عبدالعزيز الصقعبي.


* *في حفل التكريم الذي أقامه قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة الملك سعود وجمعية اللهجات والتراث الشعبي للرائد والأديب الكبير عبدالكريم الجهيمان منذ شهر تقريباً، تحدث الجهيمان ببساطته وتلقائيته المعروفة عن تجربته في جمع وتدوين الأمثال الشعبية والأساطير، أخبر انه حين أوقف عن الكتابة بالصحف ولم تنشر مقالة له كانت الرغبة لديه قوية بالكتابة لذا فقد فكر في عمل يفيد البلاد ويسجل شيئاً من مفاخرها وكان لديه حينها مجموعة من الأمثال الشعبية التي يرى انها لا تقل أصالة ولا بلاغة ولا حكمة عن الأمثال العربية القديمة التي كان العلماء والأدباء والشعراء يهتمون بها، فرأى أنه من الحكمة ان يجمع تلك الأمثال وأن يهتم بها كما كان يهتم بها الأوائل الذين جمعوا عدة مجموعات كل واحد منهم يجمع ما يحفظه فبدأ في جمعها وترتيبها وشرح معانيها وأسماءها وأسبابها إذا كان يعرف شيئاً من أسباب قولها.. وكانت النواة أن جمع ثلاثة آلاف مثل طبعها في ثلاثة أجزاء كل جزء فيه ألف مثل فكانت هذه نواة الأمثال الشعبية التي بلغت أخيراً حوالي عشرة آلاف في عشرة مجلدات.
الشيخ عبدالكريم الجهيمان الذي يستحق فعلاً الاحترام قدم لنا مثالاً لمن هو مشغول بهم الكتابة، المسألة عنده ليست كتابة مقالة بقدر ما هو مشروع ثقافي شامل، وحين يتوقف عن نشر مقالة أو زاوية فمن المؤكد انه سيبحث عن متنفس يقدم فيه عطاء بكل تأكيد يفيد البلاد، ان الأمثال الشعبية وأساطير شعبية من قلب الجزيرة العربية، مشاريع ليست مرتجلة بل جاءت بكل وعي وقدرة على البحث والاستقصاء ومن ثم التدوين، وهي أولاً وأخيراً اضافة إلى المكتبة العربية، والجهيمان نموذج للكاتب الحقيقي، الذي كافح وعمل بالصحافة وحرص أن يقدم ما يهم المجتمع فكانت مقالاته المتعددة، وكان حضوره الأبدي، أمد الله في عمره، وفي هذا الزمن الذي تعددت فيه وسائل النشر الورقية والالكترونية، وللأسف اختلط فيه الحابل بالنابل، أصبح معرفة الكاتب الجيد من الأمور الصعبة، وأنا هنا لا أصادر ما يكتبه بعض الكتاب سواء في الصحف أو النت، ولكن أتمنى ان يوجد فعلاً من هو مهموم بالكتابة والبحث بحيث يساهم في إثراء الحركة الأدبية والثقافية عموماً في المملكة، ولنا في الشيخ الرائد عبدالكريم الجهيمان خير قدو

صحيفة الرياض: الأربعاء 28 ذي الحجة 1427هـ - 17 يناير 2007م