• ×

06:39 مساءً , السبت 20 أبريل 2024

إنه من الذين يعملون!

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط

يكفي الأستاذ الفاضل عبدالكريم الجهيمان تلك الخصال الحميدة التي عرف بها.. وإذا ذكر الرجال.. تذكر أفعالهم وسلوكهم وما عملوا.. وأديبنا البارز اتصف بالشجاعة، وهي صفة محمودة في الإنسان، لأنها دليل القوة والإرادة، وعدم الانهزام والشجاع يقف بالحق ومعه، لا يهاب ولا يخاف، وهذه خصلة لا يتصف بها إلا الأقوياء من ذوي الصلابة، الذين تدفعهم مكوناتهم الادخلية إلى إعلان ما يعتمل في نفوسهم، في غير تهيب ولا تردد ولا وجل. والخصلة الأخرى، ولعل الخصال ينبع بعضها من بعض، فعن الجشاعة يكون الصدق، ونادر أن نجد شجاعاً كاذباً، وعن الشجاعة والصدق.. تتولد الصراحة، وقد يكون المرء صادقاً، لكنه يهاب المواجهة، لأنه يؤثر العافية. وإذا كانت الخصال الجميلة في الإنسان فإنها تكسبه أنماطاً من الصفات كالمرؤة والكرم والإيثار.. لأن تلك الصفات التي في تكوينه جعلت منه إنساناً مميزاً وبارزاً في قومه.. فهو شجاع وصادق وصريح.. فانطلق يشارك في البناء، ويرسل آراءه تحمل الصدق في القول، وتدل على ما هو خير، وتحذر من الرداءة وتدعو إلى العمل بإخلاص وجد وعدل ووفاء.. لا يداجي ويتملق ولا يتداني، وإنما يقول كلمته.. وهو يريد الخير لأهله ووطنه. وكان صوته المدوي.. ينطلق من - أخبار الظهران - وكان مسموعاً ومقروءاً، وكانت كتاباته تنطلق من نفسه الشجاعة الصادقة الصريحة.. وتلك مميزات هذا الرجل الذي عرفناه.. وهو بعيد عن الادعاء والعبث، لأنه حاد وأمين وقليل أولئك الذين تتوافر فيهم هذه الصفات المحمودة، لأنها من صفات النفوس الكبار.. في ممارساتها ومواقفها التي لا تتغير، وثباتها نتاج قناعة في نفس شجاع، غير هيابة ولا وجلة، فهي تنطلق عن صدق، وهو يقود إلى البر، وذلك مطلب الحياة الكريمة. - المصدر: جريدة الرياض - العدد: 88099 - 6/8/1992

بواسطة : admin
 0  0  1.2K
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:39 مساءً السبت 20 أبريل 2024.