عبدالله القرعاوي: ساكنو الوشم معروفون بروحهم المرحة ولسانهم المتهكم

أبو سهيل الأستاذ عبدالكريم الجهيمان شخصية معروفة لدى أوساط الأدب والصحافة بكتابيه «الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب»، و«الأساطير الشعبية». وقد اطلعت مرة على كتاب آخر له يروي قصة رحلة له إلى باريس وفرق شاسع بين كتابة رحلة إلى باريس وكتابة الأمثال والأساطير، فهما يصوران عالماً مختلفاً تماماً عن العالم الذي يصوره الكتاب الثالث.. وقد عرف أبو سهيل في الأوساط الصحفية عن طريق جريدة «أخبار الظهران» ثم بمقالاته اللاذعة التي كان ينشرها في جريدة «القصيم» وكانت تحتوي على نقد اجتماعي لما في المجتمع من عاهات وقصور. وتعتبر تلك المقالات علامات بارزة في صحافتنا في عهدها الماضي، أعني عهد الأفراد.. وكان القراء حفيين جداً بتلك المقالات التي يقرأون ويرون من خلالها عيوب مجتمعهم، إذ كان الناس في ذلك الوقت في فورة من الحماس لإصلاح كل شيء وتطويره فقد كانوا في بدايات التعليم الذي انتشر في كل المدن والقرى وفي بدايات التعليم الجامعي الذي بدأ خطواته الأولى في أمهات المدن. وقد اختلطت المملكة بالعالم الخارجي عن طريق انفتاح الناس على الخارج وعن طريق الوافدين إليها من خارج المملكة وكان المواطنين يرون في أولئك الناس الوافدين وفي بلدانهم صورة مشرفة للنهضة الحديثة التي يتمنونها لوطنهم فلاقت تلك المقالات تقبلاً عند القراء وشغفاً بمتابعتها فنال أبو سهيل شهرته الصحفية الواسعة، من خلالها.. ثم توقفت «القصيم» وتفرغ أبو سهيل للتأليف فبدأ يعبر عن أفكاره وآرائه الاجتماعية من خلال ما تركه الآباء والأجداد من تراث في الأمثال والأساطير وهو تعبير معروف لدى علماء النفس بالإسقاط وأعتقد أن هذا ينطبق على أديبنا الكبير أبي سهيل في هذه المرحلة وفي رأيي أن أبا سهيل يمثل شريحة من المجتمع السعودي الذي يتميز بالمرح فهو يمثل مسقط رأسه منطقة الوشم المعروفة بين مدن نجد بالروح المرحة واللسان المتهكم على كل شيء.

- المصدر: جريدة الرياض العدد: 8795 - 23/7/2001م