• ×

06:03 مساءً , الخميس 28 مارس 2024

أستاذنا الجهيمان

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
فهد العريفي.


كل الذين تمسكوا بحب الوطن,, وحب الأمة,, وحب الصدق والصراحة,, كانوا ولا يزالون وسيظلون تلامذة مخلصين للنماذج النبيلة من أمثال الأستاذ عبدالكريم الجهيمان.
عرفته منذ أربعين عاماً,, من خلال جريدته: أخبار الظهران وقبلها عرفته من خلال مجلة اليمامة التي أصدرها شيخنا الجليل حمد الجاسر,, ثم عرفته من خلال ما ألف من كتب قيّمة ككتاب دخان ولهب وكتاب أين الطريق ومجموعة أخرى من المقالات القيمة,, والكتب الصريحة الصادقة,, واللقاءات الشخصية بل والرحلات,, فقد رحلت برفقته الى المغرب الشقيق قبل بضع سنوات فكان نِعم الرفيق,,وقد سررت عندما استقبله السفير السعودي في الرباط,, وأثنى على كتبه عن الأمثال والقصص الشعبية,, وقصص الأطفال,, وغيرها,, وقال له:
ان زوجتي قد حصلت من احدى جامعات موسكو على الدكتوراه بعدأن استعانت بكتبك,, ومنها الأمثال الشعبية .
وكان أبو سهيل نعم الرفيق,, وقد أعجبت كثيراً بنشاطه الجسماني والذهني,, ففي الصباح الباكر يذهب ما لا يقل عن ساعتين كل يوم ليمشي,, ثم يذهب إلى بركة السباحة ويقضي فيها ساعة وأكثر,, ثم يعود وهو في قمة نشاطه,, وكان لا يهتم كثيراً بالطعام عدا ما يقيم الأود من عصير وحليب ثم ينام وقتاً قليلاً,, ثم يستيقظ ليعطي رفاقه الكثير من الاحاديث الشيقة,, وكان لطيف المعشر,, حاضر النكتة لا يتزلف كبيراً ولا ينافق وزيراً بل كان يقول الحق ولو على نفسه,, مهما تكن النتائج!!
وكنت من المعجبين في زاويته المعتدل والمايل في صحيفة القصيم,,فكان يورد فيها الأشياء الطيبة ثم يميل إلى نقيضها نقداً نزيهاً صادقاً أعجب القراء إلى آخر مدى!
كان ولا يزال حريصاً على جمع المال لا ليكنزه أو يودعه في البنوك بل ليهبه للجمعيات الخيرية ومنها: جمعية المعوقين التي وهبها مليون ريال!! في وقت كنا نظن فيه أنه لا يملك مثل هذا المبلغ, وكان عفيفاً عن أموال الغير,, ولا أعتقد بأنه قد طلب في حياته مالاً من الآخرين,, وكان لطيف الرفقة عفيف النفس,, لم يحن رأسه إلا لله,, ولذا فهو قرير العين، دائم الابتسامة واللطف,, أطال الله عمره.

الجزيرة: الخميس 27 ,شعبان 1421 *Thursday 23rd November,2000

بواسطة : admin
 0  0  2.1K
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 06:03 مساءً الخميس 28 مارس 2024.