• ×

09:35 صباحًا , السبت 20 أبريل 2024

الأديب الكبير عبدالكريم الجهيمان لـ «الأربعاء»:

المجلات صحيفة المدينة - ملحق الأربعاء
التاريخ 07-26-2000
رقم الموضوع 24
التفاصيل
عبدالكريم الجهيمان: القصيبي في عمر أولادي.. وسني لا تتحمل الخصام..!!

الأديب الكبير والكاتب عبدالكريم الجهيمان لـ «الأربعاء»:

البادية تقذف بحضارة العصر
- النقد تحول إلى كراهية.. وسني لا يتحمل الخصام
- بلغنا سن الرشد الثقافي وعلى الآخرين أن يسمعونا
- المالية آخر محطاتي الوظيفية ومنها خرجت إلى التأليف والكتابة
- بلادنا في تقدم مستمر.. وهذه هي المؤشرات والدلائل

جدة - حوار: محمد باوزير

لم يبق من شجرة الإبداع الأولى التي فتحت نوافذ الكتابة منذ بداية العهد السعودي الميمون سوى نفر قليل من هذه الأسماء لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة يأتي في مقدمتهم الكاتب والأديب الصحفي والمؤرخ الشيخ عبدالكريم الجهيمان أحد أبرز هذه الأسماء المضيئة في سماء الكتابة والصحافة والذي ما زال يمارس حضوره الكتابي من خلال ما يؤلفه أو ما يكتبه في الزميلة «الجزيرة» ولقد شغف الجهيمان بالهم الكتابي منذ أن أصدر صحيفة «أخبار الظهران« ثم صحيفة القصيم حيث كان يهمه الوعي الاجتماعي بصفة خاصة وتجلى ذلك فيما أصدره من كتب عديدة كما أن لضيفنا اهتماماً كبيراً بالموروث الشعبي حيث رصد مئات الأمثال الشعبية وقدم العديد من الحكايات الشعبية والتي تحمل أهدافاً وقيماً جوهرية. الحديث مع الجهيمان له نكهة خاصة مع المتلقي فمع هذا الحوار:

* البدايات الأولى من مرحلة التكوين حيث كتاب القرية والرحلة إلى الحجاز لطلب العلم والقراءات المتنوعة في أمهات الكتب ثم المشاركة في الصحف والمجلات والتأليف كيف كانت هذه البدايات؟

- بداياتي مع الحرف والكلمة كانت في القرية بأحد الكتاب في غرفة صغيرة حيث حفظنا قصار السور من القرآن الكريم وعندما وصلت إلى الرابعة عشرة من عمري انطلقت إلى الرياض وكانت تزخر بالعلماء الذين يدرسون العلوم الشرعية في المساجد وأمضيت عامين عندئذ ثم رحلت إلى الحجاز لم أعرف عنها من كثرة العلماء في أغلب العلوم الدينية والعربية وغيرها كما كان فيها متسع للوظائف الحكومية والتحقت جندياً في سلك الهجانة التي كان مقرها قلعة أجياد وبعد عام تقريباً أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله أحد العلماء أن يختار نخبة من طلاب العلم كي يدرسوا في المعهد العلمي السعودي وكنت منهم ومكثت ثلاث سنوات حتى تخرجت عام 1351هـ ثم عرض علي أستاذي عثمان الشاوي أن أنتقل معه إلى سلك القضاء في محافظة تربة وذهبنا سوياً وبعد مضي عام عدت إلى مكة مدرساً في مدرسة المعلاة وأمضيت فيها عامين وانتقلت بعد ذلك إلى مدرسة في حي الشبيكة تعرف بمدرسة الفيصلية وعملت فيها عامين ثم انتقلت إلى معهد تحضير البعثات في قلعة جبل هندي وفي عام 1361هـ رأى وزير المالية أن تؤسس مدرسة في الخرج وسافرت إلى الخرج وعملت مدرساً في هذه المدرسة وأذكر أن زارنا الملك عبدالعزيز وألقيت عليه قصيدة في محفل كبير مع طلاب المدرسة وعندما عاد الملك عبدالعزيز أبرق رحمه الله إلى وزير المالية بأن أنقل إلى الرياض وأتولى مدرسة أنجال ولي العهد وعملت فيها عاماً ثم استقلت وتوليت مدرسة الأمير عبدالله بن عبدالرحمن شقيق الملك وأمضيت فيها خمس سنوات ثم استقلت وذهب إلى المنطقة الشرقية مشرفاً على شركة للطبع والنشر للصديق عبدالله لاملحوق وبعد فترة قليلة رفعنا لمقام ولي العهد آنذاك - رحمه الله - أن يسمح لنا بفتح صحيفة تسمى أخبار الظهران وبالفعل جاءت موافقته وأصدرناها وكنا نطبعها في بيروت وبعد مدة قصيرة استطعنا أن نطبعها في شركة أرامكو وكنا نصدرها شهرية ثم نصف شهرية وأمضيت فيها عامين وعدت إلى الرياض إبان إنشاء وزارة المعارف حيث تولى أمر هذه الوزارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - يحفظه الله - وتوليت فيها إدارة التفتيش الإداري وبعد فترة طلب الأمير طلال بن عبدالعزيز وزير المالية بالوزارة وانتقلت معاراً بها وأنشأت مجلة المالية والاقتصاد تحمل أموراً في الاقتصاد والمواد المالية ثم أحلت إلى التقاعد وتفرغت للتأليف والكتابة في الصحف حتى الآن وقدمت خلال هذه الأعوام جملة من المؤلف في التراث الشعبي وأدب المقالة وأدب الرسائل وبعض من الشعر وأدب المذكرات.

* يلحظ الدارس في خطابك الأدبي أنك مهجوس بالهم الاجتماعي ورصد الكثير من معوقات نموه ومحاولة إضاءة مسالكه بوعيك المتمثل في كتاباتك، لماذا الإيمان المطلق بتنوير المجتمع؟

- كتاباتي كانت لتنوير المجتمع لأنها تنعكس على الدولة وبذلك أصدرت أربعة من الكتب التي كانت عبارة عن مقالات نشرتها في الصحف والمجالات وهي كالآتي: الكتاب الأول «دخان ولهب» وهو مجموعة من المقالات التي نشرتها في جريدة أخبار الظهران والكتاب الثاني «أين الطريق» وهو مجموعة من المقالات التي نشرتها في اليمامة والكتاب الثالث هو «أحاديث وأحداث» وهو مجموعة من المقالات التي كتبتها في صحف متفرقة والكتاب الرابع هو «آراء فرد من الشعب» وهو يحمل مقالات نشرتها في مجلة القصيم وكل هذه الكتب تهدف إلى صالح المجتمع وتنبه إلى بعض الجوانب التي يجب أن يهتم بها من يعملون بها وفيها أيضاً شيئاً من النقد الاجتماعي.

* وأنت المتهم بالوعي الاجتماعي هل مجتمعنا يحمل رؤية فكرية تنويرية تكفل له تقدمه بين المجتمعات الأخرى؟

- أنا متفائل إن شاء الله ونحن في تقدم وهناك رأي عام لكنه ليس في المستوى الذي يجعله مؤثراً وقوياً ليرقى بالبلاد ويقدمها إلى مصاف الدول هناك وعي لحظته من خلال بعض الأسماء البدوية التي تعيش في الصحراء والقرى وتعمل في الرعي والزراعة فأسمع بالدكتور العتيبي والطبيب المطيري والمهندس الزهراني والخبير الغامدي كل هذه الألقاب وغيرها تفرحني وتجعلني أحمد الله على ما وصلت إليه هذه البلاد وأحس بأننا لحقنا ببعض الدول التي قد سبقتنا وعلى الإنسان لا يقنع لكي نصل إلى الأمم المتقدمة والراقية ونعيش على صناعتنا وزراعتنا لا على ما يصدره الآخرون.

* في رسائلك التاريخية نجد أنها تعد جزءاً من تاريخ المجتمع الذي كنت فاعلاً فيه إلى أي مدى كانت الرسائل تحمل لمحة من سيرتك الذاتية؟

- أصدرت كتاباً بعنوان «رسائل لها تاريخ» وقد ضم رسائل عدة من أدباء وشعراء ومسؤولين وإخوان بعضهما بخط اليد وما كان مطبوعاً على الآلة ذيل بتوقيعاتهم وهذه الرسائل جزء من حياتي وكذلك أعتبرها جزءاً من حياة بلادي.

* المتصفح لكتابك «رسائل لها تاريخ» يجد جملة من الرسائل المهمة لكن هل هناك رسائل تحمل لها اعتزازاً خاصاً أو لها أثر في نفس الجهيمان؟

- أنا أعتبر هذه الرسائل التي حملها الكتاب كباقة من الزهور فكل زهرة تحمل لوناً وعبقاً وشذاً وكلها لها مكانةكبيرة في قلبي ونفسي وإن اختلفت مضامين الرسائل.

* بين الكثير من صفحات نتاجك الأدبي نجد في بعضه نفحات شعرية متميزة، السؤال لماذا كنت تمارس الشعر خفية عن الساحة الثقافية هل كنت تخشى صوت الناقد أم أن هناك ظرفاً آخر؟

- عندي مجموعة من القصائد التي سوف أجمعها قريباً بعد أن أغربلها وأنقحها حتى تخرج بالمستوى المنشود وهي قد كتبت في فترات متباعدة.

* ماذا فعل الرئيس في الكتابة للأطفال علماً بأن هذا الجانب من الكتابة الأدبية لم يمارس من قبل جيل الرواد سوى عزيز ضياء رحمه الله وأنتم؟

- الأطفال يجب أن نهتم بهم ولأنهم رجال الغد ونحبب إليهم القراءة لأنها مفتاح للخير والفهم ومعرفةالعالم من حولهم ويجب أن نراعي عقلياتهم وأن نقدم لهم الأفكار التي تحبب لهم القراءة حتى تكون مفتاح وعي للطفل أما الفئة في هذا الصدد فهو سلسلتين الأولى تحمل عنوان مكتبة الطفل في الجزيرةالعربية وجاءت في عشرة قصص أما السلسلة الأخرى فتحمل اسم مكتبة أشبال العرب وهي تهدف إلى معرفة الطفل وتنمية مداركه وهي تأتي على ألسنة الحيوانات أو تحمل شيئاً من الخيال على ذلك لترغيب الطفل في القراءة.

* باريس حازت على ذكريات الجهيمان لماذا باريس على الرغم أنك لك محطات مسافرة كثيرة كانت أغلبها في الوطن العربي؟

- الكتاب الذي كتبته عن باريس والذي يحمل عنوان «ذكريات في باريس» كانت لبنان في ذلك الوقت لم تبلغ هذه الدرجة من الرقي والمعرفة هي وسواها من البلاد العربية لأن الرحلة كانت عام 1370هـ ومكثت في باريس ستة أشهر وكتبتعن جوانب مضيئة في هذه العاصمة العالمية والهدف منه أن أقدم مثالاً لبلادي ليأخذوا فكرة عما وصلت إليه هذه المدينة وأن أرغب في السعي لأن يقتنع الفرد بضرورة العمل الصالح لنمو البلاد وازدهارها ثم سافرت إلى ما جاورها منعواصم مثل جنيف وروما وبلجيكا كما أن لي كتاباً آخر عنونته بـ «دورة مع الشمس» وهو عبارة عن رحلة بدأت من الرياض ثم لندن ثم أمريكا إلى طوكيو والصين إلى أن عدت إلى الرياض وكان ذلك عام 1390هـ.

* عملت في الصحافة في وقت مبكر من عمرك بين «أخبار الظهران» و«القصيم» و«اليمامة» ألم يدر بخلدك أن تدمج هذه الصحف بعدما جاء نظام المؤسسات الصحفية حتى يكون للقصيم صوته الصحفي؟

- صحيفة القصيم اختفت وصحيفة الظهران جاء بدلاً عنها صحيفة «اليوم» وهيتقوم بدور صحفي قوي لأبناء المنطقة.

* هل شروعك في تأليف كتاب «أساطير شعبية من قلب الجزيرة العربية» هو افتنانك بكتاب «الأدب الشعبي في جزيرة العرب للشيخ ابن خميس»؟

- حقيقة لقد شجعني الأستاذ محمد العبود لأنه ألف كتاباً في الأمثال الشعبية يحتوي على ألف مثل مما دفعني أن أجمع الأمثال وأرتبها حتى وصلت ثلاثة آلاف مثل وبقيت أزيد من الأمثال حتى وصلت إلى عشرة آلاف مثل حتى لا يأتي يوم ينسى فيه أبناء الجزيرة هذه الأمثال وهي ثروة قيمة جداً تحمل تجارب وتاريخاً وهي أفضل من صفحات مكتوبة وأنا رأيت أن نسجلهاونحفظها للأجيال القادمة وقد استعانت بها الكاتبة والقاصة بدرية البشر في أطروحتها للماجستير وقد زارتني عدة مرات وأرشدتها إلى مفاهيم بعض الأمثال ومقاصدها وهي من الكاتبات المشهورات ولها كتابات في الصحف رصينة.

* نرى لك جملة من المولفات التي تغري بالقراءة لكن يلحظ القارئ زن كل مؤلفاتك لم تشارك الأندية الأدبية في طباعتها على الرغم أنها تطبع كتباً لمؤلفين غير سعوديين؟

- لي كتاب واحد فقط أصدره نادي الرياض الأدبي وهو بعنوان «ذكريات باريس» وأنا لم أكن أحتاج أن أطلب من أحد أن يطبع كتبي لأن الأندية تتصرف في توزيع الكتاب أما زنا فأحب أن أطبعه لكي أتصرف فيه بنفسي وأتولى توزيعه. * لماذا صوتنا الأدبي غير مسموع في الوطن العربي على الرغم من أن لدينا ملاحق ثقافية وتعليمية بأكثر سفارات المملكة؟ - هذه مسؤولية وزارة الإعلام وتشاركها دور التوزيع والملاحق التعليمية والثقافية بالسفارات إضافة إلى أن بعض الدول العربية التي سبقتنا في المجال الثقافي والأدبي ترى أننا لم نبلغ المستوى الكبير لتتبع ما ننتج وللأسف هذه الفكرة ما زالت مسيطرة عليهم برغم أننا لدينا أدباء وشعراء ومفكرين لهم باع واسع في هذه الفنون إلى جانب مشكلة التوزيع والمجتمع يشترك في هذه المشكلة أيضاً. * بعد هذا العمر المديد والتجارب الأدبية الطويلة هل ما زال في فكر الجهيمان آراء لم يطرحها في أوراقه الأدبية؟ - قد يكون لدي حاجات لكن الظروف تختلف والأوضاع تتغيروالناس أصبح لديها حساسية وتحول النقد إلى كراهية وعداء وأنا أ صبحت في سن لا تتحمل الخصام والصدام مع المنقود وإن كان لدي فكرة الان فأنا أنشرها بأسلوب رفيق مهذب وأن تخرج سهلة إلى المتلقي وزنا متفائل بالمستقبل وبالأجيال الجديدة التي سوف تتقدم البلاد بهم.

* «أبو سهيل» ما حقيقة هذه الكنية بينك وبين الدكتور غازي القصيبي ومن تكنى بها قبل الآخر؟

- أنا سبقت الدكتور القصيبي بهذه الكنية لأن القصيبي من سن أبنائي، فقد رُزق الدكتور غازي القصيبي ابناً وسماه سهيل وهو يقول ذلك من باب المداعبة إضافة إلى أنني سميت سهيلاً مرتين كان أكبر أبنائي سهيلاً ثم توفي رحمه الله ورزقت بآخر وأسميته سهيلاً.

- المصدر: المدينة/ملحق الأربعاء - 24 ربيع الآخر 1421هـ26/7/2000م.



جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 09:35 صباحًا السبت 20 أبريل 2024.