أنا أكره النقد وأضيق به . وأنا أعرف أن هذا عيب في ونقص في قواي وضعف في أعصابي ولكن ماذا أعمل ؟!
وطالما أوقعني هذا الخلق الذي لا أدري بماذا أصفه في مأزق محرجة وطالما سبب لي مشاكل مزعجة ألمس مضارها باليد وأرى أخطارها بلعين المجردة ومع ذلك فلا يزال هذا الخلق البغيض يسيطر علي ويتحكم في مجريات حياتي .
إنني لا أدري هل هذا راجع إلى سوء في تربيتي الأساسية أم نقص في المحيط الذي أعيش فيه أم إلى علة اجتماعية لا أعرف مصدرها أم إلى عزة وكبرياء أتظاهر بها أمام أصدقائي بينما تتبرأ منها نفسي المطمئنة ويمقتها وجداني في بعض حالات التفكير السليم .. لماذا أكره النقد أضيق به إلى هذا الحد ، هل هو لسبب من هذه الأسباب أم لها كلها ، أم لأسباب أخرى غيرها لم أستطع حتى الأن أسبر غورها وأن أعرف في هذا المجال دورها .
أذكر أنني كتبت ذات مرة مقالا في موضوع من المواضيع فانبرى أحد الزملاء يفند أرائي ويقوم معوجها ويهلهل فاسدها ويقلب بعض فروعها أصولا وبعض أصولها فروعا وينفي بعض تلك الأراء التي اعتبرتها نظريات وعترها طفيليات ..
فضقت ذرعا بهذا الصنيع وغضبت و زمجرت وأرعدت وأبرقت ..
ولكنني وجدت نفسي أخيرا عاجزا عن أن أقرع الحجة بالحجة ثم وجدت نفسي أيضا عاجزا عن أن أخذ معارضي بقوة الساعد والجثمان لأنني رجعت الى تفكيري السليم وعلمت أن هناك رأيا اطلع على أرائي وأرء معارضي وميز الحقيقة من الزيف والعدل من الحيف ثم هناك بعد هذا، القوانين والأنظمة سواء كانت سماوية أم أرضية وهناك العدالة التي ما قامت السماوات والأرض إلا بها ولا بنيت صروح المجد إلا على صخرتها ..
كل هذه الأمور فتت في عضدي وصرفتني عما أردت من الكيد له .. أو محاولة الضرار به، وأخيرا وطنت نفسي على تقبل مثل هذه الأمور وتركتها تسير على سنتها ومجراها .. فحمدت نتائج هذه الطريقة وعقباها ..