وهذه مقالات كنت نشرتها في صحيفة اليمامة الغراء في الأعوام 77 و 78 و 79, وقد أحببت جمعها في سفر واحد لأن فيها تاريخًا لحقبة من حقب حياتنا التقدمية التي نتدرج فيها من حسن إلى أحسن. والتي سوف يرى المؤرخ فيها مجالا للمقارنة بين ما نتمتع به الآن, وما كنا نطالب به في الأمس الغابر. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن هذه المقالات تعطي الدارس لأحوال بلادنا حكومة وشعبًا ميزانًا دقيقًا يزن به مدى تفكيرنا, ويعرف منه كيف تكون العلاقة بيننا, في مختلف الحالات والأطوار التي تحيط بنا في حالة الأخذ أو حالة العطاء, أو حالة المنع.
ولا يستبعد مسجل هذه الكلمات أن يرميه بعض المواطنين بالتقصير, كما أنه لا يستغرب أن يتهمه بعض المفكرين بالسطحية.
فالمؤلف لا يبرئ نفسه من هذه ولا تلك. وإنما الشيء الذي لا يريد أن يلصق به من أي الفريقين هو التقصير عن عمد, أو الكتابة عن سوء قصد.
ولا يسمع المؤلف في هذه الحلقة الثانية من مجموعة مقالات إلا أن يتقدم بوافر شكره وتقدير لأبناء وطنه الرسميين منهم وغير الرسميين على حسن استقبالهم للحلقة الأولى من هذه المجموعة, وهي كتاب \"دهان ولهب\", ويرجو مخلصًا أن تستمر هذه العلاقة الطبية والثقة المتبادلة والحب العميق بينه وبينهم جميعًا أبدية سرمدية تزيدها الأيام اتساعًا ورسوخًا وصفاءً. وسوف أبذل من جانبي كل جهدي ودمي لبلوغ هذه الغاية. فإذا بلغتها فإنني سوف أستمر في بذل كل جهدي ودمي للمحافظة عليها. \"ومن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره\"...
الرياض10/9/1381هـ.
عبد الكريم الجهيمان