• ×

02:55 مساءً , الإثنين 7 أكتوبر 2024

الجهيمان ونادي الوشم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
عبدالوهاب الفائز

مساء اليوم يقدم نادي الوشم بشقراء مبادرة جديدة تعزز مبادراته السابقة إزاء تفعيل النشاط الاجتماعي والثقافي الذي أهملته أغلب الأندية الرياضية مكتفية بالبحث عن المجد الرياضي، ففي خطوة إنسانية أيضاً يقوم النادي الليلة بتكريم الأستاذ عبدالكريم الجهيمان، أحد الرواد في الكتابة الصحفية، وفي دراسات الأدب الشعبي.

أبو سهيل.. يستحق أكثر من تكريم ويستحق الاحتفاء بالذات منا نحن الصحفيين والكتّاب الذين احترفوا المهنة واتخذوها سبيلاً، فإسهامات الأستاذ الجهيمان في الصحافة لا تقل أهمية وحيوية عن إسهاماته في دراسات الأدب الشعبي وتدوينه، خصوصاً تدوين الأمثال الشعبية التي جمعها في خمسة مجلدات وتكبد المشاق وتحمل الخسائر المادية في سبيل جمعها وحفظها، والباحثون في الأدب الشعبي وفي تاريخنا يعرفون القيمة الأدبية لإسهاماته في توثيق الأمثال وجمعها وتحقيقها.


إسهامات الأستاذ الجهيمان في الصحافة استمرت سنوات طويلة، والعاملون في الكتابة الصحفية الملتزمة بهموم الناس وقضاياهم سوف يجدون في مسيرة الجهيمان الصحفية الموروث الذي يفخرون به ويستفيدون من أدبياته وتجربته، وهذا الموروث يشرفنا جميعاً كمحترفين للكتابة ويحمّلنا المسؤولية الأدبية والوطنية للاحتفاظ به والإضافة إليه وتكريمه.


وإسهامات الأستاذ الجهيمان المتميزة في كتابة المقالة الصحفية، والتي جمع جزءاً منها في كتاب (آراء فرد من الشعب)، عندما تقف عندها وتتأملها تجد فيها الكثير من الدلالات والمؤشرات الاجتماعية والسياسية، ففي الجانب الاجتماعي نجد أن المقالة الصحفية الملتزمة بقضايا الناس الرئيسية التي تؤثر على حياتهم اليومية تقدم تسجيلاً تاريخياً نفسياً للمجتمع، وهي مفيدة للدارسين والباحثين ولمن يبحثون عن العبر والتجارب.


أما في الجانب السياسي، فالذي يقرأ مقالات الجهيمان يكتشف مدى سعة الأفق السياسي للدولة وانفتاحها على (الرأي الآخر)، وبالذات عندما يكون هذا الرأي (موضوعياً) وهدفه المصلحة العليا للناس والدولة بحيث يعرف المشاكل بشكل دقيق وينتقد اسلوب التعامل معها وأيضاً يقدم التصورات التي يراها لحلها وتلافيها.


الأستاذ الجهيمان سيرة إنسانية أدبية حافلة وطويلة، ومبادرة (نادي الوشم) بشقراء لتكريمه هي تكريم وطني للفكر والصحافة في المملكة، وستكون المناسبة الليلة فرصة لأن نرد لأبي سهيل بعض (الجميل) والتقدير مقابل ما قدمه لتاريخ بلاده ولتاريخ الصحافة ولمستقبل الدراسات الانسانية والاجتماعية عن بلادنا.


@ @ @


في أحد المقالات عن الصحافة قدم الأستاذ الجهيمان رؤيته عن الصحافة ودورها في مقال نشر في جريدة القصيم عدد 50في 1380/6/3هـ والتالي جزء منه:


صحافتنا.. مالها وما عليها


\"الصحافة الحقيقة بالاحترام والبقاء هي التي تخدم أكبر مجموعة ممكنة من المواطنين.. بل هي التي تخدم المواطنين جميعاً يتساوى عندها البعيد منهم والقريب على اساس من العدالة والمساواة والانصاف..


والصحافة الحقيقة بالاحترام والبقاء هي الصحافة التي تكون صورة للمجتمع الذي تعيش فيه والتي تحاول ان تنمي المعاني الكريمة في الأمة وان تبعث فيها روح القوة وروح الأمل والعمل وان تحارب الرذائل الاجتماعية بجميع أشكالها وألوانها وان تكون واقعية في أهدافها ومراميها.. فلا تعتمد على الخيال.. فالخيال لا بأس أن يعيش فيه بعض الأدباء والشعراء.. أما أن تعيش فيه الأمة كلها فهذا ما لا يصح أن يكون نهجاً لصحيفة تريد أن تحقق أهداف الصحافة بالمعنى الصحيح..


والصحافة الحقيقة بالاحترام والبقاء هي الصحافة التي تحترم نفسها وتحترم قراءها.. وتحترم أذواق المواطنين فلا تخدعهم ولا تدلس عليهم.. ولا تنهج اليوم نهجاً ثم تعدل عنه لأنها بهذا تبلبل الأفكار وتسيء إلى الأمة.. وتهدم ولا تبني.. وتسيء إلى المجتمع الذي تكون فيه ثم تكون النتيجة أن يسيء اليها هذا المجتمع فينصرف عنها وهي لا تستطيع أن تعيش لنفسها.. فلا عاش من عاش لنفسه.


والصحافة الحقيقية بالاحترام والبقاء هي الصحافة التي لا تقول للأسود إنه أبيض بل عليها أن تقول للأسود إنه أسود واذا لم تستطع أن تقول هذا فإنها تستطيع السكوت، أما أن تصف الأسود بالبياض.. تارة ثم تصف الأبيض تارة أخرى بالسواد فهذا ما لا يغتفر لأي صحيفة تنهج هذا النهج..\".

2002/03/07

بواسطة : admin
 0  0  1.9K
التعليقات ( 0 )

جميع الأوقات بتوقيت جرينتش +4 ساعات. الوقت الآن هو 02:55 مساءً الإثنين 7 أكتوبر 2024.