وفي أثناء هيماننا .. رأينا بناية عظية .. وقرأنا ما كتب عليها .. فاذا هي تشير إلى أن هذه البناية هي متحف الشمع .. الذي يمثل عظماء العالم .. ودخلنا إليه وصرنا نتجول بين تلك الأجساد التي لا ينقصها الا الروح .. فهذا تشرشل بطوله وعرضه ولباسه وسمنته .. وذلك منتقمري بطل العلمين بلباسه البسيط الذي يشبه لباس الجنود عندنا .. ولا تميزه إلا رتبته العسكرية التي قد زين بها صدره .. وهناك غاندي الرجل العادي البسيط بسراويله وردائه المنسوجين من القطن وفي يده عصا غليظة يتوكأ عليها .. وتعجبت من هذا الشخص البسيط الذي كان يهز بريطانيا العظمى هزا عنيفا .. وكان يثير لها الرعب والخوف بصيامه .. وعصيانه المدني لجميع التشريعات الجائرة التيي كانت تسنها بريطانيا وتريد أن تفرضها على شعب الهند بالقوة وكان غاندي يصارع هذه القوة المادية.. بالقوة الروحية .. فانتصر في جميع معاركه مع الانجليز .. وكان غاندي هندوكيا.. ولكنه لا يعادى المسلمين .. بل كان فوق مستوى العصبيات والتحيزات التي تشتت شمل الشعوب وتفرق جماعاتها .. وبسبب هذه الروح السمحة السامية اتهمه بعض من يدين بمذهبه بأنه يحابي المسلمين .. ويتسامح معهم .. فاغتاله .
وهكذا ذهب غاندي ضحية من ضحايا التعصب .
أراني أطلت الحديث عن غاندي فلنتركه إلى غيره .. ورأينا تمثال هتلر.. انه معزول عن الزعماء .. فقد جعل في ركن منزو في أحد الطرقات .. بينما الزعماء الأخرون يحتلون غرفا واسعة .. ويقفون في امكنة بارزة .. ورأينا بعض أسر العائلة المالكة البريطانية .
ورأينا .. ورأينا .. أمورا لا تتسع هذه الزاوية للدخول في تفاصيلها فلنترك متحف الشمع .. ولنتجه إلى شيء أخر جديد .