عبدالكريم الرازحي,


هو أجمل بيت في الرياض - بيت شعبي وبسيط. لا أعتقد بأنني سأنسى هذا البيت أو أنسى تلك الجلسة الحميمة حول النار. يسميه الدكتور معجب الزهراني: «بيت الذاكرة» ومن المصادفات العجيبة أنني في بيت الذاكرة التقيت بذاكرة الجزيرة الأستاذ عبدالكريم الجهيمان الذي كرم هذا العام في مهرجان الجنادرية.. تحلقنا ثلاثتنا حول النار، ورحنا نتحدث عن النار والذاكرة. قال الأستاذ الجهيمان إن هناك علاقة بين النار والذاكرة فقد كان الناس يتحلقون حول النار في ليالي الشتاء الباردة، وبعد ذلك يطلقون لذاكرتهم العنان. إذن النار والذاكرة وجهان لحقيقة واحدة ولا يمكن الفصل بينهما، وفي بيت الذاكرة وفيما كان الحطب يشتعل في الموقد كانت ذاكرة الجهيمان تتوهج كالجمرة، كنا ثلاثة ورابعنا ناصر الحميدي. وكانت جلسة هادئة حول النار، جلسة احتفاء بهذا الرجل العظيم الذي اشتغل على الذاكرة لأكثر من نصف قرن، وأعاد بناء ذاكرة الجزيرة وكافح بقلمه ضد النسيان، وضد كل ما من شأنه إلحاق الدمار بذاكرة الأمة. أما الدكتور معجب الزهراني فيستحق التكريم هو الآخر على بيته الجميل والمدهش - بيت الذاكرة - ولو أن هناك جائزة تمنح في مجال العمارة لرشحت لها بيت الذاكرة وهذا البيت الذي ذكرني ببيوت قرية العكابر وأعادني إلى سنوات الطفولة وأعوام الدهشة.

- المصدر: جريدة الوطن عدد 120 السبت 2/11/1421هـ - 27/1/2001م